وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: منذ بدء العدوان الصهيو–أمريكي على إيران، كانت إيران شفافة في إعلامها، إن كان عبر الحكومة ببيان رسمي أو عبر البيانات العسكرية التي كانت تصدر على مدار الساعة خلال العدوان.
ومن ناحية أخرى، كانت المفاوضات تسير من الجانب الإيراني بكل وضوح ودبلوماسية عالية.
أما من الجانب الأمريكي، وحتى الأوروبي، فكان هناك تضليل وخبث، سيّما من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ورأينا كيف كان رئيسها "رافائيل غروسي" يقلب الحقائق، وآخرها حين كشف الإعلام الإيراني أن المفتشين الدوليين للطاقة الذرية الأوروبيين كانوا يدخلون الأراضي الإيرانية ويضعون في أحذيتهم آلات للتجسس والتصوير داخل المفاعلات النووية الإيرانية، وكانت كل الصور تُرسل مباشرة إلى الكيان المؤقت.
إضافة إلى ذلك، إذا كان هناك اعتداء جديد على الجمهورية الإسلامية الإيرانية من قبل الكيان المؤقت، فإننا نسمع تصريحات من كبار المسؤولين الإيرانيين بأن الرد لن يكون مثل الحرب المفروضة الأخيرة، بل سيكون أكبر وأقوى ومزلزلًا. هذا كلام كبار المسؤولين في إيران، ونذكر هنا ما قاله رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف: "إن هذه الأيام الـ12 دفعتنا 50 عامًا إلى الأمام لفهم كيفية المضي قدمًا في العمل".
كما وصلت رسائل كثيرة من جنرالات حرس الثورة الإسلامية عبر الإعلام إلى هذا الكيان المؤقت.
وقد أثبتت إيران قوتها وردعها، وحفاظها على شعبها وأراضيها واستقلالها وسيادتها، وستبقى إيران الرقم الصعب الذي يُحسب له حساب في المنطقة.
حول كل هذه العناوين، أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفيا، مع الخبير في الشؤون الإقليمية والدولية الدكتور، مسعود أسداللهي، وجاء نص الحوار على الحو التالي:
لا يزال الجدل قائما في الاوساط الاعلامية حول نتائج العدوان الاميركي الصهيوني الاخير على إيران! في ظل اصرار الاعلام الصهيوني والمتصهين على تدمير قدرات ايران على التخصيب! بينما تحيط ايران الوضع بالغموض.. فهل اتضحت لديكم حقيقة ما اسفر عنه العدوان؟ وهل حقق العدوان اهدافه برأيكم ؟
هذا العدوان الذي نسميه في ايران الحرب المفروضة الصهيونية على ايران كان لها اهداف اعلى بكثير من تخصيب اليورانيوم وما يدعي الكيان الصهيوني من ان ايران تسعى لانتاج قنبلة نووية ، الاهداف اكبر واخطر بكثير من موضوع تدمير القدرات النووية الايرانية، صحيح ان الهدف المعلن اعلاميا هو ان ايران اقتربت من انتاج قنبلة نووية وبان الصهيوني هاجم ايران لمنعها من الحصول عليها، ولكن ما حدث ميدانيا وما حصلت عليه الجمهورية الاسلامية من معلومات دقيقة من المعتقلين ومن مصادر متنوعة ان هناك اهداف مختلفة منها ونستطيع ان نستنتج منها من فاز بالحرب ومن خسر فيها..
بالنسبة للهدف المعلن الصهيوني لو افترضنا انه صحيحا وهو ليس هكذا، نسأل هل يجوز لاي دولة او اي كيان عندما يشعر بالخطر من دولة اخرى من دون اثباتات معترف بها دوليا؟ هل يجوز ان تقوم الدولة الأولى بالهجوم على الدولة الثانية دون اي شرعية دولية؟ لنفترض ان ايران كانت على عتبة امتلاك قنبلة نووية، هذا موضوع الدولي ويجب ان يقرر في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومن ثم في مجلس الامن بالامم المتحدة، هذا هو النظام الدولي واليات اتخاذ القرارات محددة و معروفة، لا يمكن لأي دولة ايا تكن ان تقوم بمهاجمة دولة اخرى لمجرد شعورها بالخطر، لا يوجد هكذا حق في القانون الدولي ..
اسرائيل ليس لديها اي اثباتات في هذا الموضوع ووكالة الطاقة الذرية في تقاريرها المختلفة وحتى خلال الحرب المفروضة اعلنت ان ايران ليس لديها اي مشروع نووي عسكري، وكان لدى الوكالة بعض الاسئلة فقط وحتى هي قالت بأن مشروع ايران النووي هو مشروع سلمي، لذلك هذه الحرب المفروضة هي عدوان بربري وغير شرعي، لذلك فإن هذا الهدف المعلن غير مشروع، ولكن هذا الهدف كان لاقناع الرأي سيما في الدول الغربية
اضافة لذاك الهدف هناك اهداف اخرى، فقد كان هناك هدف متزامن مع الهدف المعلن الا وهو ضرب القدرات العسكرية الايرانية خاصة القدرات الصاروخية وانتاج المسيرات، وقد برزت في السنوات الاخيرة القدرات العسكرية الايرانية في مجالات مختلفة، لدى ايران قدرة صاروخية مهمة جدا ..
في المرحلة الثانية كان هناك هدف آخر الا وهو اسقاط النظام في ايران، اي ان المشروع النووي كان ذريعة، ولذلك هم في اليوم الاول استهدفوا القادة من الصف الاول في ايران واساتذة في العلوم النووية، وكان هناك تنسيق بين الكيان الصهيوني وقسم من المعارضة الايرانية خارج البلاد لبدأ بأعمال الشغب في ايران، وكان لديهم تفكير خاطىء بأن غالبية الشعب الايراني هو ضد النظام، وبأنهم عندما يرون اغتيال قادتهم سينزلون الى الشوارع ليقوموا بثورة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وهذا متزامن مع العدوان العسكري ، حتى انهم اخبروا المعارضة الايرانية وبينهم ابن الشاه السابق انه خلال اقل من اسبوع سوف يسقط النظام، هذه كانت نظرتهم...
وكانوا يعملون على عودة رضا بهلوي بعد اسبوع الى ايران ويصبح شاه ايران ويسقط النظام ... اضف الى ذلك كان هناك هدف آخر لم يتكلموا معه حتى مع المعارضة ليس فقط سقوط النظام في ايران بل تجزئتها وانهاء وجود بلد بإسم ايران، تقسيمها الى 5 بلدان صغيرة يسهل على اميركا واسرائيل السيطرة عليها...
يجب ان لا نفكر ان الهدف كان تخصيب اليورانيوم فقط بل كانت الاهداف ابعد من ذلك بكثير تصل الى حدود الغاء بلد اسمه ايران، ولكن الحمد الله لم يصلوا الى اهدافهم وانقلب السحر على الساحر وتغيرت مجريات الحرب، واصبح لايران اليد العليا للاستهداف داخل الكيان الصهيوني، وفي النهاية الكيان الصهيوني ونتنياهو شخصيا هو من اتصل بترامب وطلب منه مساعدة لوقف اطلاق النار لأنه رأى حجم الدمار...
عندما ننظر الى المسألة بهذا الشكل نستطيع ان نستنتج بقوة ان الخاسر هو نتنياهو، صحيح انه في اليوم الاول او بالأحرى في الايام الاربعة الاولى كانت اليد العليا للكيان الصهيوني من ناحية الاغتيالات، ولكن من اليوم الخامس استطاعت ايران ان تستهدف بشكل مؤثر داخل اسرائيل، وفي اليوم التاسع كان لايران اليد العليا المطلقة وبدون اي رد فعل من المضادات الجوية الاسرائيلية ومن الصواريخ الاعتراضية الصهيونية، ايران كانت تستهدف مراكز صهيونية امنية عسكرية سياسية مهمة في الكيان خاصة بتل ابيب و حيفا أو مناطق ومدن اخرى، وهناك هم قرروا وقف اطلاق النار عبر ترامب.
وزير الخارجية الايراني السيد عراقجي لم يسع الى تبديد هواجس الغرب حول المشروع النووي الايراني كما تقول فاينانشال تايمز وخصوصا عن مصير اليورانيوم المخصب بنسبة60% ، حيث نفى علمه بوجوده وما اصابه من ضرر . فما هي الرسالة الايرانية من هذا الغموض؟ وهل بات ذلك جزءا من اوراق التفاوض مع الولايات المتحدة والغرب عموما؟
لا يوجد هناك هواجس حول المشروع النووي الايراني بل هناك مشروع غربي لضرب ايران، لا يوجد بلد في العالم غير ايران عليها هذا الحجم من الرقابة على مشروعها النووي من كاميرات خاصة بالوكالة في كل مراكز النووي الايراني، ووجود مراقبين دائمين يأخذون نماذج من الانشطة النووية الايرانية ولكن بالرغم من كل هذا الغرب دائما يدعي لديه هواجس، وبالاحرى هي ليست هواجس بل مؤامرة وقد رأينا كيف ان ايران دخلت المفاوضات مع مجموعة 5+1 وكانت مفاوضات شاقة جدا سيما في السنتين الاخيرتين وقد وصلت الى الاتفاق الشهير فالعلم 2015 حول المشروع النووي الايراني.
ايران نفذت كل التزاماتها حسب ذلك الاتفاق ولكن مع الاسف الطرف الاخر خاصة الطرف الاميركي لم ينفذ ما كان متوجب عليه مثل الغاء العقوبات حتى في عهد اوباما تحت ذريعة ان الكونغرس الاميركي يعارض الغاء العقوبات، وبعد ذلك عندما أتى ترامب الى الحكم في اول دورة من رئاسته خرج من الإتفاق .
هذا يدل على ان اوباما لم يكن صادقا في المفاوضات، وهو يعلم ان الكونغرس لن يقبل بإلغاء العقوبات فلماذا وقع الاتفاق؟ ولماذا اجبرت ايران على الالتزام بالبنود وهم انفسهم لم يلتزموا الا بالقليل القليل ، لذلك لا قيمة لهذه الهواجس وايران يجب الا تسعى الى تبديد الهواجس لان هؤلاء يصرون على معارضة ايران في كل المجالات سيما في المشروع النووي فيجب ان لا ترضخ الحكومة الايرانية لهذه الضغوطات.
الاميركي هو المجرم الذي هاجم ثلاثة من المراكز النووية الايرانية وهو متهم بأنه شن عدوان على ايران ، عندما يدعي ترامب كل يوم بأنه دمر المشروع النووي الايراني بشكل نهائي، ما معنى هذا؟ اذا الاميركيون يصدقون كلام ترامب فهذا يعني بأنه لم يعد هناك من اليورانيوم المخصب شيء، حسب كلام ترامب لم يبق شيء، وهذا ما يكرره يوميا هو وفريقه...
هذا مشروع سلمي، هو يكذب في تدميره هو يكذب ايضا بأصل طبيعة المشروع النووي...
هم لا يريدون ان يعترفوا بأن ترامب كاذب ليس فقط في المشروع النووي بل في كل المواضيع حتى مع كندا ومع اوروبا، هو يريد السيطرة والهيمنة من خلال الكذب والضغط، لذلك كلام السيد عراقجي هو مفهوم جدا وليس من باب اوراق التفاوض.
ما بعد الحرب المفروضة ليس كما قبلها، ايران قبل ذلك كانت تتعاون في اعلى المستويات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكن ما كانت النتيجة؟ انهم شنوا حربا على ايران، يعني التعاون ومحاولة تبديد الهواجس انتهت الى حرب، فلماذا نكرر نفس الخطأ؟ ايران بعد الحرب الاخيرة لن تسعى لتبديد الهواجس، تبين ان كل مشروع المفاوضات كانت لخداع ولشن حرب مباغتة على ايران، وكل جولات المفاوضات كانت لهذا الهدف.
بما اننا ذكرنا مسألة المفاوضات بين الجمهورية الاسلامية والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي والعقوبات على ايران.. هل ترون اي افق لاستئناف هذه المفاوضات في المدى القريب؟ وماذا يعني طرح ايران جملة من الشروط ومنها التعويض على خسائرها من العدوان الاخير قبل العودة الى طاولة المفاوضات؟ وهل يعكس ذلك موازين القوى وفشل العدوان الاميركي الصهيوني ؟
المفاوضات مع اداره ترامب واقتراعه هو شخصياً كان عمليه خداع وترامب قرر منذ شهرين من بدأ المفاوضات، قرر الهجوم والعدوان على إيران، وبالنسبة للجهاز الدبلوماسي الإيراني فإن وزارة الخارجية والرئاسة مع الأسف وقعوا ضحيه هذا الخداع بمعنى الجميع كانوا يقيمون أن ترامب هو الذي خرج من الاتفاق 5 + 1 ولذلك لم يكن أحد ليتصور بأنه يمكن ان تحصل المفاوضات مرة آخرى ،والكثير من المحللين في إيران بعد بدأ الرئاسة الثانية لترامب كان لديهم تقييم بأننا ذاهبون الى الحرب ما وسوف تهاجم أمريكا إيران ، ولكن لا احد كان يستطيع ان يتنبئ بتاريخ الهجوم وكيفيه الهجوم، فجاه في أواخر أبريل 2025 ترامب أعلن أنه أرسل رسالة لإيران لبدء مفاوضات ثنائيه بين البلدين وهو قد أبعد الأوروبيين عن المفاوضات وكان يريد مفاوضات مباشره بين إيران والولايات المتحده.... هنا كانت المفاجأه لم يكن أحد ليتوقع هذا الطلب أو هذه الرساله من ترامب ولكن هناك نقطة مهمه عندما بدات المفاوضات، ترامب أرسل الرسالة عبر دولة الإمارات والجميع يعرف أن العلاقات السياسية بين إيران والإمارات ليست على ما يرام، صحيح هناك علاقات تجاريه واسعة بين القطاع الخاص في الامارات وايران، وهذه لها دلائل تاريخية ولكن بالنسبة للدولتين والنظامين العلاقات ليست على ما يرام... تبين وأصبح واضح للعلن ان هناك دور مخرب لدولة الإمارات في الشؤون الداخلية الإيرانية وفي الإقتصاد الإيراني وفي أسواق العملات الصعبه في إيران للإمارات دور خبيث جدا ، وأيضا خلال السنوات الأخيرة كان هناك تواجد كبير وخطير صهيوني في كثير من المجالات وبشكل علني داخل الإمارات وهذا خطر على الأمن القومي الإيراني وكثير من الضباط الآمنين والعسكريين الااسرئيليين والكثير منهم يعملون مع الأجهزه الأمنيه والعسكريه ومن هنا نقول ان العلاقات الإيرانية الإماراتية ليست على ما يرام، والامريكي يعرف هذا ولكن ترامب ارسل الرساله عبر دولة الإمارات وكان في استطاعته ترامب ان يرسل الرسالة عبر سلطنة عمان التي على علاقه جيده جدا مع إيران ومع أمريكا او دولة قطر على علاقه جيده مع الطرفين لكن فضل ترامب ان يرسل الرسالة عبر دولة علاقاتها ليست جيده مع إيران حتى يكون فيها نوع من التهديد لإيران، والاماراتيون ودولة الإمارات وظفت أسوء شخص عندها لحمل هذه الرسالة شخص إسمه انور قرقاش وهو المستشار السياسي لحاكم الإمارات هو الذي حمل الرساله الى إيران وأنور قرقاش يكن العداء لإيران ويقود الهجوم الاعلامي والسياسي على إيران دائما وعندما كان يريدون ان يهاجموا إيران كان قرقاش يطلع بالافلام و يستخدم كلمات مهينه والفاظ معادية ضد إيران. عندما اتى هذا الشخص كان مفاجأه سيئه جدا لإيران لأنه لماذا الإمارات أرسلع الرسالة مع هذا الشخص، فقد كان بالامكان أن يرسلوها عبر وزير خارجيتها ولكن السلطات الإيرانية كانت يقظه تمامآ على هذا الموضوع ، ولم يقبلوا الرد على رسالة ترامب عبر دولة الإمارات لذلك فضلت إيران ان ترسل الرد عبر سلطنة عمان.
هكذا إيران قبلت بأصل المفاوضات لكن ليست عبر مفاوضات مباشرة بل مفاوضات غير مباشرة وكان هذا الشرط عند إيران ان تكون المفاوضات غير مباشره والأمريكي أجبر على قبول شرط إيران وبدات المفاوضات في عمان خمس جولات ثلاثة منها في سلطنه عمان وجولتان في إيطاليا في السفارة العمانيه بالوساطه العمانيه أيضا وخلال خمسه جولات تبين ان الأمريكي لا يريد حل سلمي ، وهدفه ليست المفاوضات لانهم دائما كانوا يقولون شيء بالمفاوضات وياخذون مواقف معارضة خارج المفاوضات عبر وزير الخارجيه الامريكي او شخصيات اخرى من الإداره الأمريكية أو ترامب شخصيا. الأمريكي كان يتقدم خطوه الى الامام ثم فورا كان يتراجع خطوات الى الوراء وبعد خمسه جولات من المفاوضات تبين ان الامريكي لا يريد حل سلمي ولكن لم يكن واضحا ماذا يريد، بعد الجوله الخامسه تبين انه قد وصلت المفاوضات الى طريق مسدود ولذلك كان واضحاً أن الضربة الأمريكية قريبه والضربه "الإسرائيلية" قريبه جدا، ونتنياهو بدا يتكلم بشكل واضح وتهديد والاجواء كانت تلوح بهذا. فجأة ترامب أعلن في بيان رسمي ان الجولة السادسة للمفاوضات بين إيران وأمريكا سوف تقام في سلطنة عمان ب 15 حزيران، أعلن هذا الخبر رسميا. يعني ادارة ترامب وافقت اقامه جوله سادسة من المفاوضات في سلطنة عمان، هنا وقعت الخديعه الكبيرة عندما أعلن هذا رسميا، إيران أكون الخير بان يوم الاحد 15 من شهر حزيران تقام في سلطنه عمان مفاوضات جديده غير مباشره.
هذا الاعلان الامريكي اعطى فكره لبعض المسؤولين السياسيين و العسكريين الايرانيين ان الضربة "الإسرائيلية" الامريكيه لن تكون قبل 15 من حزيران لانه في تقييمهم عندما لديهم موعد رسمي بجوله اخرى للمفاوضات من غير المعقول ان يقوم الامريكي الصهيوني بضربه لإيران قبل ذلك و كانوا يعتقدون اي ضربه ستكون بعد 15 من حزيران، هنا وقعت الخديعه الكبرى يوم الجمعه 13 حزيران في الساعه 3:00 فجرا بتوقيت إيران بعد صلاه الصبح مباشرة بدا العدوان المفروض على ايران العدوان الجائر على مراكز مختلفه داخل إيران وبدات الحرب المفروضه التي استمرت 12 يوماً. هنا تبين للجميع من كان يؤيد المفاوضات بشكل كامل وهناك اشخاص سياسيين وتيارات داخل إيران دائما يريدون المفاوضات مع أمريكا لحل المشاكل ولكن تبين للجميع ان الامريكي خدع الجميع وسيما الفريق الإيراني في المفاوضات، وهذا كان هو الحدث الرئيسي من المفاوضات لان ترامب لم يكن يريد مفاوضات بل كان يريد استسلام إيران، يريد استسلام غير مشروط ويريد ان يأتي الإيراني ويوقع على الاستسلام ولكن مجريات الحرب غيرت كل المعادلات وكما أشرت فإن القدرات الصاروخية والمسيرات الإيرانية كانت تستهدف أهدافها بدقه داخل الكيان المؤقت من مسافات بعيده جدا "والإسرائيلي" حاليا يعترف بانه نحن كنا نعرف ايران لديها قدرات صاروخيه مهمه ولكن بهذه الحرب تبين لنا الصواريخ الإيرانية أدق مما كنا نتوقع وأسرع مما كنا نتوقع وأشد تدميرا وفتكا مما كنا نتوقع، وهذا سبب أزمة كبيرة للكيان المؤقت وخاصة لنتنياهو الذي يحاول دائمآ ان يبرز نفسه انه منتصر في الحرب لماذا لأنه هو استطاع ان يغتال عدد كبير من المسؤولين الإيرانيين وبالرغم كانت ضربة مهمة ولكن لم تحدد مسار الحرب ونتيجه الحرب، والحمدلله النظام الجمهوريه الإسلامية أقوى بكثير من أن يستشهد الكثير من قادته ويستسلم... نحن كان لدينا أصعب سنة في تاريخ إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية المباركة ليست سنه 2025 بل سنة 1981 أصعب وقت مرت فيه تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأن (منظمة منافقين خلق) هم بداوا بحرب اهلية داخلية ضد النظام تزامنا مع الحرب المفروضة من قبل صدام على إيران وفي سنه1981 استشهد واغتال عدد كبير من المسؤولين من الصف الاول من رئيس الجمهوريه الرئيس السيد رجائي ورئيس الوزراء وعدد كبير من الوزراء وعدد كبير من النواب في البرلمان الإيراني ورئيس السلطه القضائيه آية الله بهشتي (رضوان الله عليه) وآيةالله قدوسي وعدد كبير من ائمه الجمعة في إيران وخاصة ائمه الجمعه لعواصم المحافظات في إيران الذين كانوا مجتهدين وكانوا بمستوى مراجع التقليد وعدد كبير من الشعب الإيراني 17,000 ايراني استشهدوا على يد "منظمه منافقين خلق" في سنه 1981 واستمرت هذه الحرب الى 1982 ولكن إيران ليس فقط انتصرت على منافقين خلق وهزمتهم بل انتصرت إيران في الحرب المفروضه من قبل صدام وتلازمت هذه الحرب الأهلية من قبل منافقين خلق وصدام سويا، واثبت الشعب الإيراني انه أقوى من السابق واستعاد الأراضي المحتلة من قبل صدام، بما فيها تحرير مدينه خرم شهر.
لكن الحرب الأخيره مع العدو الصهيوني لم تكن اصعب حرب على إيران ولا اصعب سنة على إيران ولا أصعب مرحله تمر فيها إيران، لان قدرات إيران النوويه افشلت العدوان الأمريكي الصهيوني ولكن هم لا يريدون ان يعترفوا بهذه الهزيمة الكبرى بالرغم من هذا التعنت الترامبي، أغلب وسائل الإعلام الأمريكية منذ الأيام الأولى بعد أنتهاء هذا العدوان الهجوم على إيران تقول ان الحرب على إيران لم يسفر من اي نتيجه.
لا تزال الدوائر الصهيونية الاعلامية والسياسية تروج لفكرة تكرار العدوان على ايران! وهو ما ورد ايضا على لسان الرئيس الاميركي نفسه! فهل ترون امكانية استئناف العدوان على ايران؟ وهل بات المسار العسكري اكثر ترجيحا من المسار السياسي لتسوية الاشتباك الايراني مع الامبريالية الاميركية ؟
بالنسبة لموضوع تكرار العدوان اقول دائما ان من يقول انه لن يتكرر العدوان هو مخطىء ومن يقول سوف يتكرر العدوان مئة في المئة هو مخطىء ، لا احد يمكنه ان يجزم او ينفي لماذا؟ لاننا نواجه شخصين: نتنياهو. هو مجرم حرب وتبين من خلال السنتين الاخيرتين انه لا يوجد لديه خط احمر في ارتكاب الجرائم ، ونحن نرى ماذا يجري في غزة حاليا والعدوان على لبنان، وسوريا بعد سقوط بشار الاسد من كان يتوقع ان الاسرائيلي يدمر قدرات الجيش السوري ويستهدف مبنى وزارة الدفاع السورية... نتنياهو يريد استمرار الحرب، يريد توريط اميركا في شن حرب شاملة مع ايران، اضافة الى نتنياهو نواجه شخص كترامب كاذب مخادع لا يمكن الوثوق به وهو يتفنن بالكذب، فلذلك عندما نواجه شخصين هكذا يجب ان نضع اسوأ السيناريوهات امامنا، دائما يقال في التخطيط الاستراتيجي، الخبير الاستراتيجي يجب ان يجهز لأسوا السيناريوهات حتى يكون لديه جهوزية للرد...
لذلك قائد الجيش الايراني امير حاتمي منذ يومين قال سمعت سماحة السيد القائد حفظه الله تعالى قال للقادة العسكريين الايرانيين من الجيش والحرس الثوري انه لو يكون احتمال لوقوع الحرب واحد في المئة انتم عليكم ان تحتملوا الحرب مئة في المئة فيجب ان تكونوا جاهزين، وان تجعلوا الحرب المقبلة حتمية وتكونوا على اهبة الاستعداد للرد...
هذا من ناحية التخطيط، ولكن من الناحية السياسية هذا مرتبط بالموقف الايراني اذا كان موحدا وقويا من كل الاطراف والافرقاء السياسيين والعسكريين لن يحصل عدوانا جديدا، لان الاميركي يعرف ان ايران اصبحت موحدة وقوية وسترد على اي عدوان بشكل اقوى من السابق.
ولكن لا سمح الله اذا كان هناك خلافات سياسية وتباين عميق في الآراء ممكن عندها ان نتحدث عن حتمية تجدد العدوان، هم يراقبون الوضع الداخلي الايراني، والوضع الداخلي الايراني يقرر ما اذا كان هناك اعتداء امريكي صهيوني لذلك يجب ان نكون موحدين اقوياء ودائما السيد القائد يشدد على موضوع تعزيز الوحدة الوطنية ليس فقط بين الشعب والقيادة بل حتى بين المسؤولين انفسهم.
لماذا عادت ايران الى ترطيب علاقتها بوكالة الطاقة النووية الدولية وقبلت السماح بعودة مراقبيها الى الاراضي الايرانية ! رغم القرار الصادر عن مجلس الشورى وبيانات الخارجية واتهام الوكالة بالعمل لخدمة المشروع الصهيوني؟ وهل سنرى المدير العام للوكالة رافائيل غروسي في طهران مجددا؟
ايران حتى الان لم تقبل بعودة مراقبي وكالة الطاقة الدولية، بل قبلت ايران بزيارة نائب مدير عام الوكالة الى طهران حتى يقوم بمفاوضات وليس بعملية المراقبة، حتى الان ايران لم تقبل بزيارة المدير العام رافايل غروسي ولا بعودة المراقبين...
بموضوع تلك الزيارة لنائب المدير العام للوكالة،يقول المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الايرانية يقول انه يجب ان لا نقفل كل الابواب لان هذا مطلب اسرائيلي علينا ان نبقي نافذة مفتوحة للمفاوضات لتبادل وجهات النظر لذلك هذا يأتي ضمن هذا السياق،
القرار الصادر عن مجلس الشورى الاسلامي يمنع زيارة غروسي الى ايران ويمنع عودة المراقبين. وعندما يدعي ترامب انه دمر كل المنشآت النووية الايرانية فهذا يعني انه لم يبقى شيء للمراقبة فلماذا يعود المراقبون الى ايران؟
هل استطاعت ايران تجميد التهديدات الاوروبية بتحريك ما يعرف بالية الزناد اي اعادة فرض العقوبات الدولية عليها في مجلس الامن من خلال العودة الى المحادثات مع الاطراف الاوروبية المعنية؟ وهل تعتقدون ان هذه المحادثات مع الاطراف الاوروبية بديل عن المفاوضات مع الولايات المتحدة ؟
بالنسبة للتهديدات الاوروبية، أوروبا خاصة فرنسا كانت تحاول دائما وضع العصي في دواليب المفاوضات ولم يكونوا يقومون بدور ايجابي، ولكن حاليا الاوروبيون مستاؤون من استبعادهم من المفاوضات من قبل ترامب، ويعتبرون انه يجب عليهم المشاركة في المفاوضات ولكن ترامب لا يقبل.
هم يعرفون عمليا لا معنى لتحريك عملية الزناد لانه لم يبقى اي عقوبات الا وفرضت على ايران، حتى الان هم لم يقوموا بإلغاء اي عقوبة حتى بعد اتفاق ال 5+1، ولذلك عمليا لا تأثير لها. بالرغم من هذا، نفسيا و اعلاميا قد يكون له تأثير على الاقتصاد الايراني، ولكن ليس بمعنى ان يسبب ازمة كبيرة في البلد، حتى الاوروبيين يعرفون ذلك..
من جهة اخرى المفاوضات مع الاوروبيين اثبتت انه لن يكون بديلا عن الولايات المتحده لان الاوروبي يرضخ بسهولة للضغوطات الامريكية، لا فائدة من التفاوض معهم لانه عمليا عندما يهددهم اي رئيس امريكي هم يتراجعون، لذلك هم يحاولون ان يحققوا مكاسب في المفاوضات النووية حتى يقولون اوروبا لها دور...ولكن اوروبا لم تعد موحدة، بريطانيا خرجت من الاتحاد الاوروبي، وهناك خلاف كبير بينها وبين فرنسا والمانيا في مواضيع اخرى، فكيف يمكن ان يكون لهم موقف واحد موحد تجاه المفاوضات النووية وخاصة ان الرئيس الاميركي يعارضها، لذلك تبين لنا ان هؤلاء لا دور لهم لانهم لا يريدون ان يعارضوا امريكا في اي موضوع، حتى بالعلاقات الثنائية نرى ان الاميركي يجبرهم على التنازلات في مواضيع تجارية مالية اقتصادية و حتى الامنية، لذلك لا امل في المفاوضات مع اوروبا...
نحن اصبحنا ضحايا لخديعة المفاوضات مع الامريكي فكيف نطالب بجولة جديدة؟ على الاميركي ان يطالب بمفاوضات جديدة حتى نحن نضع الشروط بما فيها التعويض عن الخسائر الناتجة عن العدوان. هذا طبيعي، كيف يمكن للاميركي ان يدعم العدوان الاسرائيلي ثم يدخل مباشرة ويستهدف اهداف مهمة داخل ايران ونحن نخسر ارواح واموال وعتاد ومؤسسات ثم نجلس ونتفاوض مع الاميركي ولو بشكل غير مباشر هذا غير معقول.
/انتهى/
تعليقك